الرئيسية
أحدث الصور
من طرف التواصل الإجتماعي .... أ. أحمد مثنى
إن من يترقب ويرصد واقعنا الاجتماعي وأثر المتغيرات والتحولات الاجتماعية لا يحتاج إلى جهد كبير أو عناء كي يرى مظاهر الفتور الاجتماعي بارزة للعيان، في نفس الوقت يتحاشى البعض أن يتلمس مكمن الداء لاستئصاله قبل أن يستفحل، وحتى لا أجعلك أخي القارئ تذهب مذاهب شتى في استنطاق المعنى المراد من هذا المصطلح؛ أباشرك القول إن «الفتور الاجتماعي» هو ذلك الضعف في التواصل الاجتماعي أو انعدامه في بعض الأحيان، مما يؤثر على سلوك الإنسان سلبا، لأنه ضد لما فطر عليه الإنسان؛ فالإنسان كما يقولون «كائن اجتماعي» وإن شئت فقل «كائن تواصلي» لا تستقيم له حال بدون التواصل؛ فهو لا يعيش وحيدا ولا معزولا؛ وإن سعى أو لجأ في بعض الأحيان إلى العزلة فهو سعي محدود ولجوء نفسي مؤقت سرعان ما تعقبه عودة دافئة الى المجتمع، فكأنه أراد من عزلته تلك التخفيف من الآثار الجانبية للاجتماع والضوضاء، لتكون له ساعة تأمل تفتح أمام بصيرته مجالات تواصلية تهديه إلى معرفة السلبيات والإيجابيات في طريق علاقته مع الآخرين، فهي ساعة تفكر أخلد إليها ريثما يدرك الصواب من الخطأ في خضم هذه العلاقات المتشابكة والمركبة، وكما قيل: الفكرة مرآة تريك حسناتك وسيئاتك.
ومن هنا تكون البداية الصحيحة لتصحيح مسار العلاقات الاجتماعية ضمن نسيج اجتماعي متجانس لأن التواصل الاجتماعي عملية ذاتية تنبع من داخل النفس وهو ما يسمى بـ «التواصل الذاتي» الذي يساعد على الولوج في المسارب الخفية للنفس والوقوف على دخائلها وحظوظها لإيجاد صيغة توافقية مع النفس تقوم على «حوار الذات» لتكييفها بما يتوافق مع الظروف المحيطة والمتغيرات المتسارعة لفتح الطريق بأمان نحو «التواصل الاجتماعي الناجح» الذي يمثل الأساس في العلاقات الاجتماعية، وبقدر «قليل» من التأني والتفكير نستطيع الخروج من مأزق «الكساد الاجتماعي» الذي جاء متزامنا مع ولادة المدنية الحديثة بما حملته من متغيرات اجتماعية وتحولات فكرية واقتصادية وما صاحبها من صراع فكري ظلت «روح الحوار الفكري» غائبة عنه فترة من الزمن؛ حيث ظلت الأفكار مترددة بين «ثنائيات متضادة» غير قابلة للتعايش والالتقاء؛ كل ذلك ساهم إلى حد كبير في إقصاء العلاقات الاجتماعية المتآلفة روحيا ونفسيا مشكلة مجتمعا يسوده التعارف وتغمره المحبة؛ وفق المفهوم النبوي «الأرواح جنود مجندة»، وهذا الإقصاء للعلاقات الاجتماعية الروحية بين أفراد المجتمع ساهم في خلق فراغ واسع نبتت فيه العلاقات الاجتماعية الروحية ذات الطابع المادي بغيتها في التوسع ووجدت فيه موطنا ملائما للتكاثر في ظل هذا الفصل بين العلاقات الاجتماعية والأخلاق الروحية.
وأصبح الميزان المادي مسيطرا في غياب شبه كامل للجانب العاطفي المهم في حياة الإنسان القائم على التراحم والمودة؛ حيث تساهم هذه الأخلاق الروحية في ترسيخ مفهوم الجسد الواحد وفق التعبير النبوي الكريم.
ولا شك في أن هذا يعمل على تقوية بنية المجتمع وتماسكه؛ وفي مجتمع كهذا تغيب فيه الفوارق الاجتماعية بين فئة وأخرى وتهيمن عليه القيم الأخلاقية الأصيلة، ليس ذلك فحسب؛ بل يكون مثل هذا المجتمع طاردا للأفكار الشاذة التي لا تنمو إلا في خبايا العزلة والانفراد خاصة إذا تسبب المجتمع في نشوئها.
ومن ثم نلحظ الجانب الأكثر أهمية للتواصل الاجتماعي في إشاعة وترسيخ مفهوم الأمن الاجتماعي الذي هو وليد الأمن الفكري يتبعه الأمن النفسي؛ فهو أمن ثلاثي الأبعاد «الأمن الاجتماعي - الأمن الفكري- الأمن النفسي».
حينها يعيش المرء في سلام مع نفسه ومع الآخرين، لتكون لغة السلام هي اللغة الأكثر بروزاً في المجتمع، مما يزيدنا إعجابا وفخرا بالإرشاد النبوي «أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتهم؟ أفشوا السلام بينكم».
إن من يترقب ويرصد واقعنا الاجتماعي وأثر المتغيرات والتحولات الاجتماعية لا يحتاج إلى جهد كبير أو عناء كي يرى مظاهر الفتور الاجتماعي بارزة للعيان، في نفس الوقت يتحاشى البعض أن يتلمس مكمن الداء لاستئصاله قبل أن يستفحل، وحتى لا أجعلك أخي القارئ تذهب مذاهب شتى في استنطاق المعنى المراد من هذا المصطلح؛ أباشرك القول إن «الفتور الاجتماعي» هو ذلك الضعف في التواصل الاجتماعي أو انعدامه في بعض الأحيان، مما يؤثر على سلوك الإنسان سلبا، لأنه ضد لما فطر عليه الإنسان؛ فالإنسان كما يقولون «كائن اجتماعي» وإن شئت فقل «كائن تواصلي» لا تستقيم له حال بدون التواصل؛ فهو لا يعيش وحيدا ولا معزولا؛ وإن سعى أو لجأ في بعض الأحيان إلى العزلة فهو سعي محدود ولجوء نفسي مؤقت سرعان ما تعقبه عودة دافئة الى المجتمع، فكأنه أراد من عزلته تلك التخفيف من الآثار الجانبية للاجتماع والضوضاء، لتكون له ساعة تأمل تفتح أمام بصيرته مجالات تواصلية تهديه إلى معرفة السلبيات والإيجابيات في طريق علاقته مع الآخرين، فهي ساعة تفكر أخلد إليها ريثما يدرك الصواب من الخطأ في خضم هذه العلاقات المتشابكة والمركبة، وكما قيل: الفكرة مرآة تريك حسناتك وسيئاتك.
ومن هنا تكون البداية الصحيحة لتصحيح مسار العلاقات الاجتماعية ضمن نسيج اجتماعي متجانس لأن التواصل الاجتماعي عملية ذاتية تنبع من داخل النفس وهو ما يسمى بـ «التواصل الذاتي» الذي يساعد على الولوج في المسارب الخفية للنفس والوقوف على دخائلها وحظوظها لإيجاد صيغة توافقية مع النفس تقوم على «حوار الذات» لتكييفها بما يتوافق مع الظروف المحيطة والمتغيرات المتسارعة لفتح الطريق بأمان نحو «التواصل الاجتماعي الناجح» الذي يمثل الأساس في العلاقات الاجتماعية، وبقدر «قليل» من التأني والتفكير نستطيع الخروج من مأزق «الكساد الاجتماعي» الذي جاء متزامنا مع ولادة المدنية الحديثة بما حملته من متغيرات اجتماعية وتحولات فكرية واقتصادية وما صاحبها من صراع فكري ظلت «روح الحوار الفكري» غائبة عنه فترة من الزمن؛ حيث ظلت الأفكار مترددة بين «ثنائيات متضادة» غير قابلة للتعايش والالتقاء؛ كل ذلك ساهم إلى حد كبير في إقصاء العلاقات الاجتماعية المتآلفة روحيا ونفسيا مشكلة مجتمعا يسوده التعارف وتغمره المحبة؛ وفق المفهوم النبوي «الأرواح جنود مجندة»، وهذا الإقصاء للعلاقات الاجتماعية الروحية بين أفراد المجتمع ساهم في خلق فراغ واسع نبتت فيه العلاقات الاجتماعية الروحية ذات الطابع المادي بغيتها في التوسع ووجدت فيه موطنا ملائما للتكاثر في ظل هذا الفصل بين العلاقات الاجتماعية والأخلاق الروحية.
وأصبح الميزان المادي مسيطرا في غياب شبه كامل للجانب العاطفي المهم في حياة الإنسان القائم على التراحم والمودة؛ حيث تساهم هذه الأخلاق الروحية في ترسيخ مفهوم الجسد الواحد وفق التعبير النبوي الكريم.
ولا شك في أن هذا يعمل على تقوية بنية المجتمع وتماسكه؛ وفي مجتمع كهذا تغيب فيه الفوارق الاجتماعية بين فئة وأخرى وتهيمن عليه القيم الأخلاقية الأصيلة، ليس ذلك فحسب؛ بل يكون مثل هذا المجتمع طاردا للأفكار الشاذة التي لا تنمو إلا في خبايا العزلة والانفراد خاصة إذا تسبب المجتمع في نشوئها.
ومن ثم نلحظ الجانب الأكثر أهمية للتواصل الاجتماعي في إشاعة وترسيخ مفهوم الأمن الاجتماعي الذي هو وليد الأمن الفكري يتبعه الأمن النفسي؛ فهو أمن ثلاثي الأبعاد «الأمن الاجتماعي - الأمن الفكري- الأمن النفسي».
حينها يعيش المرء في سلام مع نفسه ومع الآخرين، لتكون لغة السلام هي اللغة الأكثر بروزاً في المجتمع، مما يزيدنا إعجابا وفخرا بالإرشاد النبوي «أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتهم؟ أفشوا السلام بينكم».
